قال رئيس مدغشقر مارك رافالومانانا يوم السبت إنه لن يتنحى عن منصبه متحديا مهلة حددتها له المعارضة في خضم ازمة اسفرت عن مقتل اكثر من 135 شخصا هذا العام في الجزيرة الواقعة بالمحيط الهندي.
وخرج زعيم المعارضة اندريه راجولينا من مخبأه ليبلغ الالاف من انصاره في الميدان الرئيسي بالعاصمة بانه يمهل رافالومانانا اربع ساعات للتنحي.
وقبل اقل من ساعة من انتهاء المهلة خرج رافالومانانا من قصره الرئاسي ليتحدث الى الالاف من انصاره الذين كانوا يسدون الطريق من وسط المدينة.
وقال الرئيس لرويترز "نعم بالطبع مازلت انا الرئيس." واضاف "لا لن استقيل خلال الساعات الاربع والعشرين القادمة."
والازمة السياسية مستمرة منذ بداية العام والحقت اضرارا بصورة مدغشقر كوجهة راسخة للاستثمار الاجنبي واصابت صناعة السياحة التي تبلغ 390 مليون دولار بالشلل.
ولوح زعيم المعارضة الذي كان محاطا باجراءات امنية مشددة بعلامة النصر قبل ان يصدر المهلة امام انصاره الذين احشدوا في الميدان الذي كان مركزا لاندلاع ثورات سابقة.
وابلغ الحشد بانه مستعد لتسلم السلطة ديمقراطيا وسيذهب للقصر الرئاسي لتوديع رافالومانانا لكنه لا يريد الذهاب بالدبابات والجنود.
وقالت مساعدة لراجولينا بعد انقضاء المهلة انهم ما زالوا ينتظرون تنحي الرئيس.
وقالت المساعدة التي طلبت عدم الكشف عن هويتها "اننا ننتظر في الوقت الحالي. اذا قرر الرئيس الرحيل.. فسننتظر اتصالا منه قبل التوجه الى القصر من أجل تسليم ديمقراطي (للسلطة). اذا لم نتلق الاتصال فسيحدث شيء ما."
وقال مساعد لرئيس مدغشقر ان المعارضة ليس لها اي سلطة شرعية وان رافالومانانا ما زال في قصره.
وقال المساعد الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "انهم حركة تمرد في الشارع وسيظلون هكذا الى الان.. يستخدمون الخوف والقمع من أجل البقاء."
وقال "لم يتضح بعد ان كان الجيش كله وراء المعارضة."
وقال الرئيس في وقت لاحق ان حل الازمة يكمن في الحوار الوطني.
وتوفر الامم المتحدة الحماية لراجولينا (34 عاما) منذ فراره من محاولات لاعتقاله الاسبوع الماضي. ويصف راجولينا الرئيس بانه ديكتاتور مستغلا الغضب الشعبي ازاء فشل رافالومانانا في مكافحة الفقر ليعضد من موقفه.
وطالب رافالومانانا قوات الامن باستعادة القانون والنظام وقال ان اي محاولة تستهدف حياته ستضر بالتنمية في بلاده.
وكان هناك تواجد عسكري كثيف في الشوارع يوم السبت لكن مسيرة المعارضة مرت بسلام.
وانتهت عدة مظاهرات للمعارضة باندلاع اعمال عنف بعد تدخل قوات الامن.
ويتعرض رافالومانانا لضغوط متزايدة للاستقالة. وطالبه المعارضون له في الجيش بالاستقاله رغم استبعادهم تنصيب مجلس عسكري.
وكانت القوات المتمردة اطاحت برئيس اركان الجيش السابق بعد يوم من امهاله الزعماء المتناحرين في الجزيرة ثلاثة ايام لانهاء الازمة او مواجهة تدخل من الجيش.
وقال الجنود انهم خبأوا دبابات في العاصمة كاجراء احتياطي.
وقال رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي جان كلود بويدين لرويترز ان اي حل "غير دستوري" للازمة السياسية - وهو ما يعني انقلابا- سيؤدي الى تعليق المساعدات.
من ريتشارد لاو