طلاق مفاجئ يطيح بعلاقة أشهر معارض ومعارضة في مصر في خطوة مفاجئة، ذكرت مصادر صحفية في القاهرة الثلاثاء 7-4-2009 أن السياسي المصري أيمن نور الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية في العام 2006 في مواجهة الرئيس المصري حسني مبارك قام بتطليق زوجته بعد قليل من خروجه من السجن منهيا بذلك ارتباطا دام 20 عاما تطور إلى تعاون في مشروع سياسي مشترك.
وفيما واصلت السياسية والمذيعة السابقة جميلة إسماعيل زوجة أيمن نور إغلاق هاتفها الجوال خلال اليوم، نفى أيمن نور النبأ الذي تنشره صحيفة المصري اليوم في عددها الذي يصدر صباح الثلاثاء واعتبر أن وراءه مؤامرة تستهدف مستقبله السياسي وأكد أن علاقته بزوجته على ما يرام وأنهم يحتفلون أسريا الليلة بعيد ميلادها.
وكان يوم الغضب أمس الذي دعت إليه حركة 6 ابريل، قد انتهى بخبر مفاجئ هز الأوساط السياسية والاعلامية المصرية، بطلاق نور من زوجته المذيعة والناشطة السياسية جميلة إسماعيل.
جميلة تؤكد خبر الطلاقوفي حين نفى نور زعيم حزب الغد طلاقه من زوجته جملة وتفصيلا في اتصال مع المذيعة منى الشاذلي في برنامج العاشرة مساء بقناة دريم الثانية، أكد مجدي الجلاد رئيس تحرير المصري اليوم التي انفردت بالخبر في عددها اليوم الثلاثاء 7-4-2008 أن مصدره الأول جميلة اسماعيل وأنها خصت صحيفته ببعض تفاصيل الطلاق، وأكملتها بعد ذلك عبر رسالة SMS يحتفظ بها في جواله.
وقال لنفس البرنامج في قناة دريم إن جميلة طلبت من محاميها خالد علي أن يتحدث لـ"المصري اليوم" حول قيامه بالاجراءات القانونية للطلاق وهو ما أكده للجريدة عندما اتصلت به، مشيرا إلى أنها تقيم بعيدا عن منزل الزوجية منذ أربعة أيام.
وتحدى الجلاد أن تكذب جميلة اسماعيل الخبر بنفسها قائلا "أطلب الآن أن تخرج على الهواء، ولو كذبت تصريحها لنا فسيكون لنا كلام آخر".
وبحسب ما ذكرت جريدة المصرى اليوم فان المفاوضات بدأت بين الجانبين لانهاء جميع الارتباطات بشكل ودى، واكدت الجريدة ان الانفصال تم بعد خلاف حاد بين نور وجميلة عقب عودتهما الى منزلهما مساء قبل 4 أيام حيث كانت جميلة فى حالة غضب وانهيار تامين وبعد نقاش حاد بينهما استمر عدة دقائق غادرت المنزل بصحبة ولديها نور وشادى ومعها حقيبة صغيرة متوجهة إلى منزل والدتها بشارع شريف وأغلقت هاتفها الشخصى خلال 4 أيام.
وقالت جميلة للصحيفة إن قرار الانفصال تم اتخاذه أكثر من مرة على مدار سنوات طويلة "وكان يتم إرجاؤه دائما لأسباب أو أخرى ونحن بشر فى النهاية ولسنا أول ولا آخر من انفصلوا فأيمن نور إنسان محترم ولكن الحياة بيننا انتهت عند هذا الحد".
وأردفت جميلة للمصري اليوم: "نعم حدث خلاف حاد بيننا والمحامى خالد على سيباشر النواحى القانونية للانفصال الودى"، وأضافت "لقد تحملت مسئوليات كثيرة خلال الفترة الأخيرة باعتبارى الوليّ على ايمن نور بأختياره أمام المحكمة ووصي على ابنينا وبالتالى سيكون على أيمن تعيين وليّ آخر بناء على طلبى حتى انتهاء العقوبة ضده من الناحية القانونية ".
نور: لم أطلقها وسأحتفل بعيد ميلادهالكن أيمن نور اعترض بأن الخبر كاذب من أساسه. ودخل في اشتباك حواري مع مجدي الجلاد رئيس تحرير المصري اليوم على قناة دريم2 معتبرا أن "حرية المعلومات والاعلام تتعلق بنشر خبر صحيح، لكن كيف يمكن أن أقبل أو أعلق على أخبار كاذبة.
أنا أيضا طرف رئيس وأؤكد أنني لم أطلقها، وأنني سأقوم أنا مع ابني نور وشادي بالاحتفال معها الليلة بعيد ميلادها.
وقال إن مراسل الصحيفة كان معه طوال اليوم في إطار تغطية فعالية إضراب السادس من إبريل إلا أنه تحاشى ذلك ما يؤكد وجود مؤامرة، لكن نور لم ينف وجود زوجته بعيدا عن منزل الزوجية، قائلا: جميلة تحملت الكثير، كان الله في عونها، ولا تسألوني عن ذلك.
وشدد عدة مرات على أنه لم يطلقها "لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل". وكرر نور بأن هناك مؤامرة سياسية على أخص خصوصياته وهي علاقته الزوجية، مهددا بأنه سيلاحق قضائيا كل من نشر وبث خبر طلاقه الكاذب على حد قوله.
وأضاف: لا يمكن أن أنفي شيئا حلالا لو كان قد حدث. هو أمر لا يمكن اخفاؤه، فكيف لي أن أفعل ذلك لو كان قد حصل حقيقة.
وتدخل ابنه نور ليؤكد أن كان مع والدته جميلة اسماعيل في بيت والدتها ظهر أمس الاثنين، وأخبرته بأنه لم يحدث طلاق، لكنه تساءل عن سبب هذا الاهتمام الإعلامي لو حدث فعلا، مشيرا بأن الأهم هو أخبار الاعتقالات لبعض الأشخاص في أحداث دعوة الاضراب العام.
نور عرض شراء نسخ الصحيفةواتهم مجدي الجلاد المعارض أيمن نور بأنه حاول ثنيه عن نشر خبر الطلاق عندما طلب منه التعليق عليه، وأنه عندما علم منه أن الطبعة الأولى تم تجهيزها بالفعل، عرض عليه شراء نسخها بالكامل، والتي تصل حسب كلامه إلى 200 ألف نسخة، أي أنه سيدفع فيها نحو ربع مليون جنيه مصري (حوالي 50 ألف دولار).
وقال الجلاد غاضبا إنه يتأسف أن يكون هذا هو سلوك رجل يدافع عن حرية الاعلام وتداول المعلومات ويناضل من أجل الديمقراطية.
مضيفا "المصري اليوم ليست جريدة صغيرة حتى تنشر خبرا لم تتأكد منه، وأنا لست تلميذا حتى أنسب لجميلة اسماعيل ما لم تقله".
وأضاف "شيء مؤسف أن نتحدث دائما بنظرية المؤامرة" معلقا بذلك على ما قاله أيمن نور بأن هناك مؤامرة استهدفته في هذا اليوم الذي شهد تظاهرات ووقفات احتجاجية على خلفية دعوة شباب 6 ابريل للاضراب العام، وأنه لم يتصور أن تصل هذه المؤامرة إلى حياته الشخصية والأسرية.
وتمسك الجلاد بحقه في نشر خبر طلاق وصيف رئيس الجمهورية من زوجته ما دام قد تأكد منه عن طريق جميلة إسماعيل وهي طرف رئيس في الموضوع، قائلا إنه يساوي أهمية طلاق زعيم جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا من زوجته السابقة عقب خروجه من السجن.
وأضاف: كيف لا أنشر خبرا يهم الرأي العام كهذا، وقد كان من الممكن أن يكون أيمن نور رئيسا للجمهورية، وجميلة سيدة مصر الأولى؟..
زواج ومشاركة سياسية
وارتبط أيمن نور بزوجته المذيعة السابقة بالتليفزيون الحكومي المصري، بعلاقة زواج منذ 20 عاما، أنجبا خلالها ابنيهما نور وشادي. ثم تركت عملها التليفزيوني وتفرغت لمساندته في نشاطه السياسي المعارض لرئيس الجمهورية، وتولت مناصب هامة في حزب الغد الذي قام بتأسيسه.
ولعبت دورا هاما في إبراز قضيته داخليا ودوليا على مستوى المنظمات الحقوقية بعد دخوله السجن، وسافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتقت بادارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش لتحثه على التدخل لانقاذ زوجها من السجن والذي كان يعاني فيه متاعب صحية خطيرة.
كما ظلت على رأس الجناح المؤيد لزوجها في حزب الغد عندما حصل انشقاق فيه، ودافعت عن مقره في وسط القاهرة، وكانت ترأس اجتماعا داخله عندما قام مجهولون بحرقه قبل الإفراج عن زوجها بعدة شهور.
وتتمتع جميلة إسماعيل بثقافة سياسية وصلابة نفسية، وتحتفظ بعلاقات مع المنظمات الحقوقية الدولية وسياسيين في الغرب استغلتها لصالح زوجها، ويعزى الفضل لحملاتها الاعلامية المستمرة في صدور قرار الإفراج عنه بعد 4 سنوات قضاها في السجن وقبل إكمال مدته بأقل من عام واحد.
ولا يعرف كيف سيمضي طريق جميلة بعد الطلاق إذا تأكد حدوثه، هل ستعتزل العمل السياسي، أما ستواصل طريقها منفصلة عن أيمن نور. إلا أن نور نفسه قد يدفع مستقبله السياسي كمعارض ثمنا لذلك الطلاق وللزوابع التي ستهب بسببه.