المصممون الإيطاليون، الرومانيون خاصة، غاضبون من ابن بلدهم، جيورجيو أرماني. فهذا الأخير لم يدر ظهره لهم بمشاركته في أسبوع باريس للموضة الراقية، بدل المشاركة في أسبوعهم فحسب، بل سمع وهو يقول لأحدهم مؤخرا، خلال أسبوع باريس للـ"هوت كوتير"، إن روما فقدت بريقها كعاصمة موضة وأن أسبوعها للأزياء الراقية، الذي يأتي بعد أسبوع باريس مباشرة، قد قضى على نفسه بالسماح لمصممين مغمورين لا يستحقون المشاركة فيه، مع غياب أسماء كبيرة. |
فخور بالمشاركة في أسبوع روما |
وبالرغم من أن مكتب المصمم الإيطالي المخضرم لم يصدر أي تعليق، إلا أن هذا لم يخفف من هول الصدمة على المصممين الرومانيين، الذين باتوا يؤمنون أكثر من أي وقت مضى بأن الصمت من ذهب. وأعلن بعضهم هذا الرأي بالقول إنه كان حريا بالمصمم المخضرم الصمت على الأقل. ستيفانو دومنيلي، رئيس دار غاتينوني والرئيس السابق لأسبوع روما للموضة قال لـ"رويترز" إنه "لا يجب على مصمم إيطالي يشارك في باريس أن يقلل من الإيطاليين في وقت تعرف فيه الموضة أزمة اقتصادية كبيرة".
وأضاف للشرق الاوسط انه كان يفضل أن يتحلى أرماني ببعض الوطنية والدبلوماسية، وأن لا يصرح بمثل هذه الأقوال، خصوصا أن اسمه كبير وكلمته مسموعة في العالم. وصرح مصمم غاتينوني، غييرمو ماريوتو، هو الآخر لـ"رويترز"، أنه فخور بالمشاركة في أسبوع روما، ولا يمكنه أن يفكر أبدا في التوجه إلى باريس. ووافقه الرأي معظم المصممين المشاركين بأن أرماني كان غير دبلوماسي بتصريحاته في وقت تحتاج فيه الموضة إلى تكاتف كل الجهود لحمايتها من تداعيات الأزمة.
لكن مع ذلك، احتفل الرومانيون بأسبوعهم وكلهم تفاؤل وأمل بأنه لا تعليقات أرماني ولا الأزمة المالية يمكن أن تؤثر عليهم، وهو ما امتدحه بيبي مودينيس، الرئيس الفخري لغرفة الموضة الوطنية، الذي قال إن إصرار هؤلاء المصممين على المشاركة متحدين الظروف بإبداعاتهم المميزة، وعدم مبالاتهم بكون ميلانو لا تزال تأخذ حصة الأسد من الاهتمام العالمي، يجعله يشعر بالفخر والاعتزاز. ورغم أن الأسبوع الروماني، لا يزال في بداياته، ويشق طريقه بصعوبة في ظل المنافسة من كل من باريس وميلانو، إلا أن حجم المشاركة فيه لا يستهان بها، كذلك الأسماء التي تحرص على هذا الأمر، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، فندي، غاتينوني، لورونزا ريفا وروناتو باليسترا، فضلا عن باقة من المصممين العرب من أمثال عبد محفوظ، طوني ورد، والسوري رامي العلي. والملاحظ أنه في الوقت الذي قدمت فيه معظم البيوت الإيطالية، من فندي إلى غاتينوني وغيرهم.
|
شهد أيضا مشاركة أفريقية لافتة لأول مرة |
تشكيلات تشمل كل ما تحتاجه المرأة للنهار والمساء والليل، كان تركيز المصممين العرب منصبا على مناسبات السهرة والمساء، من خلال فساتين طويلة برعوا في صياغتها لتخاطب امرأة مترفة وتحب الترف والسهر، على ما يبدو. بيد أن الغالبية اتفقت، بحكم أن الموسم موجه للربيع والصيف، على الإسهاب في استعمال أشكال الورود، سواء في التطريزات أو من خلال تقنيات صياغة الأقمشة لتبدو المرأة وردة متفتحة ومتحركة.
المصمم لورانزو ريفا، مثلا، استعمل ألوانا طبيعية مثل الوردي المطفي، البنفسجي، الأخضر، العاجي، ليجسد امرأة فاتنة قال المصمم انه يريدها أن تسحر الرجال لا أن تخيفهم وتبعدهم بجمال صارخ، بينما قدم رامي العلي تشكيلة من الفساتين المستوحاة من انسيابية القفاطين وأخرى مفصلة على الجسم بنقوشات رائعة أظهر فيها أنه رسام ماهر بقدر ما هو مصمم بارع. من جهته قدم اللبناني عبد محفوظ تشكيلة تضج بأسلوبه الفخم، الذي عودنا عليه، بدءا من استعماله أجمل الأقمشة وأغلاها، واهتمامه بأدق التفاصيل. المجموعة تميزت بألوان عرف كيف يختار درجاتها لتناسب كل البشرات، بدءا من الأخضر والمرجاني والعاجي والبنفسجي والفضي وهلم جرا، فضلا عن تصميمات تبرز أية امرأة تلبسها كأميرة من أميرات ألف ليلة وليلة.
الأسبوع شهد أيضا مشاركة أفريقية لافتة لأول مرة، من كلٍ من غانا والكاميرون وأوغندا. وجاءت مشاركة هذه الباقة الأفريقية ضمن "مشروع الموضة الأخلاقية"، الذي يدعمه كل من غرفة روما للموضة والأمم المتحدة. وهو مشروع يشغل 700 امرأة أفريقية، وتتم فيه مراعاة البيئة باستخدام خامات وأساليب رحيمة بها. أما من حيث التشكيلات التي قدمها معظم المصممين الأفارقة، فقد بدا واضحا أنهم استقوا أفكارهم فيها من واقع بيئتهم وتراثهم الغني. تجدر الإشارة إلى أن روما، رغم الصعوبات التي تواجه أسبوعها للأزياء الراقية، منذ سنوات، على شكل منافسة قوية من جارتها ميلانو وهجر مجموعة من كبار المصممين الذين شهدوا بداياتهم فيها، إلا أنها هي التي أطلقت أسماءً معروفة مثل فالنتينو وغاتينوني وغيرهما.