توصل عدد من العلماء إلى نتيجة تشير إلى احتمال تطور مرض الأنفلونزا أو الزكام البسيط عند بعض الأطفال الأصحاء إلى حالة حرجة قد تؤدي إلى الوفاة. وغالبا ما تسبب الأنفلونزا الوفاة عند كبار السن والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، والذين يعانون أساسا من حالات مرضية سابقة، إلا أن الأطباء وجدوا أن بعض الأطفال الذين لا يملكون سجلا مرضيا قديما، قد يصابون بأنفلونزا مميتة تتحول إلى حالة خطيرة.
وعادة ما ينصح الأطباء الناس بأخذ لقاح ضد الأنفلونزا، خلال الأشهر التي تكثر فيها الإصابات، أي شهري مارس/آذار، وأبري/نيسان. ويقوم لين هورفيتز، دكتور متخصص في علاج الالتهاب الرئوي، بإعطاء المرضى معززات لزيادة مناعتهم ضد أمراض الرشح والأنفلونزا، كما ينصح الناس بأخذ اللقاح اللازم، خاصة خلال أوقات معينة من السنة.
ورغم نصائح الأطباء بأخذ لقاح الأنفلونزا، إلا أن معظم الناس يشككون بمدى فعالية هذه المعززات، الأمر الذي قلل من شعبيتها، وقلل من توافد الناس إليها. ونشر تقرير صادر عن المؤسسة الطبية الأمريكية بالولايات المتحدة، تشير إلى انتشار نوع من فيروسات الأنفلونزا خلال عام 2007 و2008، فشل دواء Tamiflu، أحد أقوى الأدوية المضادة لفيروس الأنفلونزا، في القضاء عليه.
وأوضح الدكتور دو هاردي، اختصاصي الأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة تكساس في دالاس، إن معظم حالات الأنفلونزا المميتة، تكون مصحوبة بالتهابات رئوية، وعادة ما تصيب الأطفال. وأضاف هاردي أن معظم حالات الوفاة الناتجة عن الإصابة بالأنفلونزا، يكون فيها الأشخاص مصابين بالتهاب رئوي جرثومي، وغالبا ما تتطور فجأة مما يصعب على الأطباء علاجها.
وتتراوح أعداد ضحايا الأنفلونزا المميتة من الأطفال، ما بين 50- 150 حالة سنويا في الولايات المتحدة. وسجل مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، نحو 86 حالة وفاة بين الأطفال نتيجة الإصابة بالأنفلونزا المميتة خلال عامي 2007 و2008.
وأشار الدكتور جون ترينر، أستاذ في الطب والأحياء والمناعة في كلية الطب بجامعة روتشستر الأمريكية، إلى أن السبب وراء هذه الحالات من الأنفلونزا، قد يعود إلى أسباب جينية، ليست معروفة. وانطلقت عدد من حملات التوعية في الولايات المتحدة للتحذير من عواقب إهمال الأنفلونزا عند الأطفال، إذ أطلق مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها حملة تستهدف الأطفال من سن ستة أشهر إلى 18 عاما، لزيادة وعيهم تجاه أهمية التطعيم.