يختلف المسلمون كل عام بشأن بداية ونهاية الشهور الهجرية، وخاصة شهر رمضان، والتي تحكمها بشكل عام رؤية الهلال. ويصر البعض على رؤية الهلال بانفسهم بدل الانتظار لاعلان طرف آخر رؤيته، هو ما ظل يسبب جدلا وخلافا بين المسلمين. اما الآن، فيبدو ان هذا الجدل قد يحل الى الابد.
|
ما هي القصة الطريفة التي تسببت بالختراع التاريخي؟ |
فقد توصل عالم ومخترع تونسي يعمل في AEROSPACE بالولايات المتحدة الامريكية وهو ايضا خبير بوكالة الفضاء الامريكية ناسا، الى اختراع منظار هو الأول من نوعه لتوحيد رؤية الهلال في كل دولة اسلامية وبالتالي رصد الاشهر القمرية. هذا العالم والمخترع هو الدكتور محمد الاوسط العياري وهو تونسي المولد والنشاة، واختصاصه الهندسة الميكانيكية.
منظومة متكاملة
وهناك قصة طريفة وراء هذا الاختراع التاريخي، اذ يقول الدكتور العياري انه كان في بلده تونس في الصيف الماضي لزيارة اسرته عندما طلبت منه طفلة في الثانية عشرة من العمر ان "يجد حلا لبداية شهر رمضان" ومنذ ذلك التاريخ وهو يعمل في اوقات فراغه على الفكرة، التي يقول انها ظلت تخامره منذ فترة خاصة وانه يعمل في مجال الفضاء.
يقول الدكتور العياري ان اختراعه الذي اطلق عليه اسم "الشاهد من اجل عالم جديد" يطمح من ورائه الى "توحيد بداية الشهور الهجرية بين جميع الدول العربية والاسلامية خصوصا توحيد رؤية الهلال".
ويشرح الدكتور العياري ان الشاهد "هو عبارة عن منظومة متكاملة من المراصد تسهل متابعة تحركات الهلال عند غروب الشمس لتحديد موقعه ثم ارسال اشارات الى مركز المراقبة لثبوت رؤية الهلال". ويقول ان المنظار يحتوي على آلة تصوير ومحرك وجهاز اتصال مدعم ببرنامج تكنولوجي على صلة باجهزة كمبيوتر.
ويضيف ان هذا الانجاز الذي استغرق العمل فيه ثلاث سنوات، تم عرضه خلال ندوة علمية في مدينة مرسيليا الفرنسية بغرض التعريف به لدى اهل الخبرة والتثبت فيه والتصديق على قيمته العلمية. وانه سيخضع للتجربة طيلة عامين بداية من شهر رمضان المقبل .
استخدمات أخرى
|
يطمح من وراء اختراعه أن يوحّد بداية الشهور الهجرية بين الدول الإسلامية |
واوضح انه سيتم تركيز جهازين مصممين لرؤية الهلال بقدرة العين المجردة، احدهما بكندا والثاني بمدينة القيروان التونسية لرصد مكان ظهور الهلال في الافق ومن ثمة التقاط صور للهلال الجديد وارسالها الى مركز المراقبة لتاكيد رؤيته واعلان ولادة هلال الشهر القمري الجديد بشكل رسمي. ويأمل العالم التونسي في البدء بالعمل بالمنظار بحلول شهر رمضان لعام 2010.
وعن المجالات الاخرى لاستغلال انجازه العلمي، يؤكد الدكتور العياري ان منظومة الشاهد ستساعد ايضا في معرفة درجة حرارة الارض ورصد زحف الصحراء والزلازل والبراكين والاحتباس الحراري اضافة الى قياس نسبة التلوث في الكرة الارضية.
اما عن ردود الفعل على هذا الاختراع الذي تزيد تكلفة الانجاز على الستين مليون دولار، فيقول العياري انها ايجابية ومشجعة في مجملها.
"هجرة الأدمغة" أم الانفتاح
ويعترض العياري على ما يوصف بظاهرة "هجرة الادمغة" العربية الى الغرب كما ذكرت البي بي سي حيث يستفاد منها في الخارج اكثر من استفادة الدول العربية منها. ويرى أنه لا يوجد شئ اسمه "هجرة الادمغة" بل يؤيد فتح الابواب على مصراعيها امام هجرة العرب الى الخارج لان ذلك سيعود بالمنفعة على بلدانهم الاصلية.
كما انه يؤيد استقدام اساتذة من الخارج للتدريس في الجامعات العربية. ويرى ايضا ان الانفتاح مفيد وان قوة الانسان في اختلافه. ومن الناحية العلمية يرى ان لا بد من تفاعل الافكار من جميع اقطار العالم حتى تتطور الانسانية.