قالت مصادر فرنسية رسمية رفيعة المستوى إنه من المنتظر أن تسفر القمة المالية في واشنطن مساء اليوم وغدا عن اتفاق على "مبادئ عامة" تتعلق بمعالجة الأزمة المالية وضمان عدم تكراراها وليس عن قرارات أساسية في إعادة بناء النظام المالي الدولي، وأوضحت أن مسألة إعادة هيكلة النظام الدولي ستكون موضوع القمم اللاحقة وأعربت مصادر قصر الرئاسة الفرنسية (الإليزيه) عن "رضا" فرنسا على نص البيان الختامي الذي سيصدر عقب قمة العشرين، وذكرت أن مسودة هذا البيان "اقترحتها الولايات المتحدة كدولة مضيفة وخضعت لعدد كبير من التعديلات التي اقترحتها الدول المشاركة"، وذكرت أن المشاورات مستمرة وستتواصل في واشنطن حول البيان، ولكنها أكدت أن نص البيان الختامي بات "شبه جاهز"، ويتضمن "الأولويات الأوروبية" التي أعلن اتفقت عليها الدول الأوروبية في قمة بروكسل في السابع من هذا الشهر. ونوهت المصادر بأن الجانب الأوروبي في القمة أدخل على البيان الختامي مبدأ "إخضاع كل المؤسسات والصناديق إلى مراقبة وتنظيم، وضرورة التركيز على مسؤولية الوكالات العقارية الدولية ومسألة تنظيم دور صندوق النقد الدولي"، وفق تعبير المصادر وأوضحت المصادر الفرنسية أن "مسألة إعادة بناء النظام المالي الدولي ستكون موضوع القمة الثانية المرتقب عقدها خلال الأشهر المقبلة وربما القمة الثالثة"، وقالت "ما سيصدر غدا السبت هو الرد العاجل على الأزمة المالية والاتفاق على إجراءات تضمن عدم تكرارها". وأعربت مصادر الإليزيه عن "ارتياحها" إزاء عقد القمة المالية، وقالت "لقد قطعنا شوطا كبيرا منذ أن تحدثنا لأول مرة مع بوش وكان متحفظا كثيرا على مبدأ الحاجة لعقد القمة والآن نتوصل إلى بيان ختامي مشترك لعشرين دولة فيه الكثير من الأمور المحددة"، وأضافت "إننا راضون لرؤية القمة تعقد ويجمع المشاركون حول نص واحد"، على حد تعبيرها وأشارت المصادر الفرنسية إلى "تردد" الإدارة الأميركية الحالية إزاء فكرة عقد القمة المالية، وقالت "لم تكن إدارة بوش متحمسة لمبدأ القمة وشيئا فشيئا وافقت على تنظيمها ولكن علينا الآن انتظار موقف إدارة اوباما من الموضوع"، وذكرت بأن القمة الثانية أو الثالثة المفترض عقدها ستكون في الربيع المقبل في ظل إدارة أوباما. ونوهت بأن الرئيس نيكولا ساركوزي أجرى محادثات هاتفية لمدة نصف ساعة مع اوباما حول الأزمة المالية، وقالت "عرض الرئيس أولويات فرنسا لمواجهة الأزمة المالية ولمسنا تقاربا كبيرا بين هذه الأولويات ورؤية فرنسا"، وأكدت المصادر أن ساركوزي لن يلتقي اوباما غدا في واشنطن لأن الأخير لا يريد عقد أي لقاءات قبل توليه السلطة، لكنها ذكرت أن الحوار مستمر مع مساعديه ومن جهته أعرب ساركوزي اليوم في مدينة نيس عن "ارتياحه" إزاء "التقارب بين مقترحات روسيا ومقترحات الأوروبيين حول إصلاح النظام المالي الدولي المطروح على قمة واشنطن"، وقال "إن المقترحات الروسية ذات نوعية كبيرة وتقترب كثيرا من المقترحات الأوروبية"، على حد تعبيره في ختام القمة الأوروبية ـ الروسية، فيما أعرب نظيره الروسي ديمتري ميدفيدف عن تأييده لفكرة ساركوزي حول عقد قمة ثانية حول النظام المالي خلال شهر شباط/فبراير المقبل، أي بعد تولي اوباما للحكم