<H3>(حول استقرار المرأة في بيتها) أسئلة تتردد ، طبل لها وزمر كثير من الفتيات والفتيان ، وقالوا : كيف يكون الإسلام انصف المرأة وكيف اعطاها حقوقها وحريتها ؟ والقرآن الكريم قد امر المرأة كما في قوله تعالى :
«وقرن في بيوتكن» (1) ، فما هذا السجن الدائم للنساء ، ايصح ان يجعل الإسلام المرأة حبيسة البيت ، رهينة الجدران .
والجواب : هذا افتراء على الإسلام وزعم فاسد ، يدل على شيئين : أما عدم فهم المراد من الآية الكريمة ... وأما الجهل باللغة وأساليبها .
لقد أمر الله سبحانه وتعالى المرأة في جميع الشرائع السماوية ان تقر في بيتها للقيام بشؤونه ، والعناية بأمور الأسرة ، وتربية الأولاد ، والإشراف على مملكتها الصغيرة .
ان المرأة المسلمة ، هي التي تعمل بما أمرها الإسلام به ، وما أوجبه عليها من حقوق ، شأنها في ذلك شأن كل فتاة تربت تربية فاضلة ، مستمدة من روح الدين ، وحقيقة الإيمان ما يجعلها قدوة لنساء العالم .
فهي تعرف كيف تعني بترتيب منزلها ، وتربية أولادها وسعادة زوجها .
لم يجعل الإسلام المرأة في سجن كما يفندون ، بل أباح لها بعد ان تتم واجباتها المنزلية ، ان تخرج من بيتها بطلب علم ينفعها ، في دينها ودنياها ، أو لزيارة أهلها أو اقاربها أو صديقاتها أو للتنزه والترويح عن نفسها بعيدة عن اماكن الريب مع زوجها أو ابيها ، أو أخيها ، أو غيرهم من محارمها ، أو مع صديقات لها معروفات بالحشمة والأدب والدين والأخلاق الفاضلة ، والسمعة الطيبة . وكما قيل :
صاحب أخا ثقة تحظى بصحبه | | فالمرء مكتسب من كل مصحوب |
والريـح آخـذة ممـا تمر بـ | | ـنتناً من النتن أو طيباً من الطيب |
أما ان تترك المرأة بيتها وتخرج للتنزه في أماكن الريب والشبهات أو الجلوس في المقاهي « والكازينوهات » أو التجول في الأسواق والطرقات ، لغير حاجة أو ضرورة ، تلين القول لهذا ، وتمازح ذاك ، وتبش في وجه آخر وقد نهى الله تعالى عن ذلك :
«فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً» .
(2) وهذا الفعل لم يأذن به الله سبحانه ، ولا يرضاه من عنده أدنى ذرة من شرف النفس ، والشهامة والإباء والغيرة .
كما لا ترضى به حرة ، تؤمن بالله واليوم الآخر ، أو عندها من كريم الخلق ما يربأ بها ، ان ترد هذه الموارد .
ومن الواجب على المرأة الفاضلة العاقلة ، إذا خرجت من بيتها لحاجة أو لضرورة ، أو للترويح عن النفس ، تخرج في حشمة وادب ، يحوطها الخلق الطيب ، والتربية الحسنة متأدبة في مشيتها ، غاضة من طرفها ، غير مبدية زينتها ، ولا متكسرة ، ولا متثنية في خطواتها ، ولا لافتة اليها أنظار الجهلة والمستهترين . وليس الأمر بان تلازم المرأة دارها خاصاً بالإسلام ، كما يتوهم أو يظن البعض ، فقد جاء في رسالة بولس
(3) إلى طيطس
(4) في موضوع كلام عن النساء قال يجب عليهن بان يكن متعقلات ، ملازمات لبيوتهن ، خاضعات لرجالهن .
وقال مخاطباً ( ثيموثاوس ) : لست آذن للمرأة ان تتعلم ، ولا تتسلط على الرجل ، تكون في سكون دائم ، لأن آدم جبل أولاً ثم حواء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الأحزاب ـ اية ـ 33 ـ وفي مجمع البيان في تفسير القرآن ( وقرن في بيوتكن ) أمرها بالاستقرار في بيوتهن ، والمعنى اثبتن في منازلكن والزمنها ـ أو كن أهل وقار وسكينة .
(2) سورة الأحزاب آية ـ 32 .
(3) بولس الرسول هو أحد تلامذة السيد المسيح عليه السلام ومن الحواريين .
(4) طيطس هو أحد المخلصين الذين ساعدوا السيد المسيح على نشر الكتاب المقدس . </H3>