الحنين
وللحنين ذاكرة تحتفظ بكلّ الأشياء واللحظات التي مرّت سريعة
هاربة من قبضة الوجع المتربّص بكل نبض في أوردتنا ...
للحنين ذاكرة جميلة .. لايعكر صفوها كدر الغياب أو الغدر
للحنين وسادة حلم تتركنا نبارك الماضي !!
*
الإنسان الذي يعيش بعيداً عن وطنه دوماً يحن له .. ولكل ذرة رمل فيه
وأجمل صورة للحنين نراها عند ذلك الذي تأصل فيه حب ماضيه ،
فهو يتذكر لحظات الماضي ، لحظة ،لحظة بما حوته من أصدقاء
وأشخاص وحالات ومواقف إنسانية عميقة المغزى !!
أن الحنين هو تعبير بشكل أو بآخر عن الوفاء بأجمل صوره وتعابيره
ذلك الوفاء الذي حبانا الله به .
ويرتبط بشكل وثيق بالسعادة التي يحياها الفرد ، وبالتالي مجمل الأمه .
فالوفاء من شيم الكرام والغدر والخيانة واإنتهازية من صفات النفس
الضعيفة المتأكله .
الحنين
هو الصفاء وبأتم مكوناته ومعنوياته هو النبع العذب الرقراق ، الذي
يجعل صفحة النفس البشرية ناصعة البياض مشرقة ، ساطعة ، براقة
وبريقها هو سطوع الشمس وليس سراب الرمال .
ان الراحة والإطمئنان وعدم الندم والإعتزاز بالنفس والثقة فيها
هي الدافع نحو المستقبل المشرق ، وتحقيق الطموحات والآمال والأحلام !!
أما الحالة التي يصبح فيها الفرد بتذكر مرضي للماضي فقط فهذه الحالة غير طبيعية
لا تنطبق على الحنين حالة الحنين الرائقة في النفس البشرية
ويمكن القول :
أنناكلنا كبشر .. كباراً .. صغاراً .. رجالاً .. نساءً
كلنا يحمل الحنين في نفسه وبدرجات متفاوته وتعابير مختلفة
ولحالات وظروف متغايرة ، ولكن المحصلة
حنين شامل يلف البشر بعمومهم .
إن التحام وتطابق حالة الحنين مع الأصدقاء والواقعية والموضوعية
يؤدي لحالة سمو حقيقية بالنفس وإرتقاء بها تصل بصاحبها للسعادة .
وهذا لا يصح إلا بوجود إيمان وتذوق النفس حلاوته وتنتعش به !!
قد يحلو للبعض أن يعبر عن حالة الحنين بالمشاعر والإحاسيس ، فيطلق
الخيال الخصب ينابيع فياضه من شعر ونثر وغير ذلك
وقد نرى حالات إبداعية كبيرة فجرها الحنين والشوق في الأدب العربي
الحنين
هو الوصلة السعيدة والمسعدة بين الماضي بما يحمله من ذكريات وبين الحاضر
بما يمثله من وقائع وبين المستقبل بما يحمله من آمال وأحلام
والنفس الكبيرة الخيرة الصادقة الفاعلة المؤثرة هي التي تعرف
كيف تحافظ على تلك الوصله بكل معانيها !!
:
الحنين عرفته عند الغياب والشوق عرفته حينما تمر الصور في الخيال
:
:
أطيب التحايا