عايشة إدآرة ـآلمنتدى
آڵمُشـَآرڪٍآت : 3663 عدد النقـــاط : 9410 سمعة العضو : 24 تاريخ التسجيل : 11/09/2008
| موضوع: وفاة ( باكستاني ) قرب الكعبة على مرأى من صاحبي تكون سببا في هدايته الإثنين نوفمبر 10, 2008 2:07 am | |
| اتجهت إلى طاولة في مطعم الجامعة بعد أن ابتعت فطورا لي ولمن معي من الأحبة وإذا بصاحب لي يجلس قريبا مني فاتجهت إليه ، وجعلت الجلستين جلسة ليحلو الكلام ، ولنتجاذب أطراف الحديث . بادرني صاحبي بقوله : هل رأيت تركي ؟! ، قلت : نعم ، ولكن حاله قد تغيرت كثيرا ً !! ، قال : أسألته عن السبب ؟ ، قلت : لا – والله – وأخشى أن أسأله فيكون السبب جرحا ً يتمنى نسيانه – وما أكثرها في هذا الزمان - . سكت صاحبي ، وأتممنا فطورنا ، وهنا أعلنت الساعة قرب دخول المحاضرة فاتجهنا للقاعة . مضت الأيام ، وأنا أرى صاحبي تركي قد تغير تغيرا ً غريبا ً ! ، ولكني لم أجرؤ على سؤاله عن سبب هذا التغير ،
ولكن بالي كان مشغولا ً ونفسي شغوفة لمعرفة السبب .
اجتمعت – بعد وقت ليس بالقصير – مع تركي وصاحب ٍ لنا في مجلس واحد ، وأخذنا نتحدث عن الدراسة والاختبارات ،
وفجأة بادرني صاحبي بسؤال ٍ أحرجني جدا حيث قال : ألا تعرف سبب تغير تركي ؟! ، فقلت : لا – والله – ولكن أسأل الله – تعالى – أن يكون خيرا ً .
وهنا طأطأ تركي برأسه ثم استلم زمام الحديث – بعد أن رفع رأسه وأعقب ذلك بتنهيدة حارة - وكان مما قال :
سافرت في أحد الأيام إلى مكة المكرمة للعمرة ، وكان دخولي للحرم مع أصحابي بعد أن انتهى المسلمون من أداء صلاة العشاء ،
رأينا جماعة تصلي قرب المطاف ( الصحن ) فأدركنا الصلاة معهم ، ثم قمنا لنبدأ عمرتنا ،
وهنا وجدنا الناس يتجهون لجهة معينة من المطاف ، ويقتربون للكعبة أكثر ، والازدحام يكثر ويكثر ، حتى تيقنّا أن هناك أمرا ً ما نتيجة هذا الازدحام الغريب الملفت للنظر لكل من دخل المطاف ولو كان من جهة أخرى .
فاقتربت أنا وأصحابي وكنت أقربهم للحدث ، فاخترقت الصفوف ، وكلما قربت رأيت الناس قد تغيرت ألوانهم ، حتى وصلت لسبب ازدحام الناس .
فماذا كان ؟!
الموقف باختصار :
رجل يتضح عليه من لباسه أنه من الجنسية الأفغانية أو الباكستانية ، كبير ٌ في العمر ، كث وطويل اللحية ، وهي بيضاء بياضا كاملا لا ترى محلا للسواد فيها ، الرجل متمدد على الأرض ، وبعض الموجودين – وهم قلة قليلة – جلسوا عند رأسه ، يقولون : لا إله إلا الله – يكررونها - ، فعلمت أن الرجل يحتضر ، يا الله ، موقف عصيب ، لا أستطيع أن أصفه ، الرجل كلما مرت دقيقة كلما اشتد تمدده على الأرض وكأنه قطعة من خشب ، والذين عند رأسه يرددون : لا إله إلا الله ، وهنا بدأ الرجل يتكلم ، ولكنه كلام ٌ غير مفهوم لي ولمن معي ، وأظنه كان يتحدث بلغته ، الناس يرددون : لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله ، وهو ما زال يردد كلاما ليس مفهوما لنا ، الموقف اشتد أكثر وأكثر ، والوجوه تغيرت أكثر وأكثر ، الألوان بدت شاحبة لكل من شاهد ذلك المنظر المخيف ، فرجل يصارع الموت أمامك ، وأناس يرددون : لا إله إلا الله ، وهو يردد كلاما غير مفهوم بلغته ، ثم حدث شيء لم أكن أتوقع أني أراه في حياتي ، جعل من عند رأس المحتضَر يتراجعون عنه ويقفون معنا ،
أتعلمون ماذا حدث ؟! ، التفت ساقا الرجل ببعضهما البعض ومباشرة تذكرت قوله – تعالى – : ( والتفت الساق بالساق ) ، وكأن هذه الآية لأول مرة تمر بي !! ، اشتد الرجل على الأرض ، والتفت ساقاه ، وقلّ حديثه الذي كنا نسمعه ولا نفهمه ، ثم سكت سكوتا ً يسيرا ً ، فعاد من جديد للحديث ، ولكن هذه المرة بصوت واضح ٍ جدا ، وبلغة مفهومة معروفة لكل من وقف ، فقد قال كلمة لا يوجد مسلم لم يسمع بها ، أو يعرف معناها ،
قال – بكل وضوح - : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله .
ثم توقفت أنفاسه ، ولان جسمه ، وارتخت ساقاه اللتان كانتا ملتفتان على بعضهما ، فلم نسمع له بعد ذلك لا نسما ً ولا همسا ً ! ، سكت الرجل ، وبدأ الناس يتحدثون ولكن بلغة الدموع ، والنشيج ، والنحيب ، فهذا يبكي ، وهذا يحوقل ، وذاك يسترجع ، وكأن الميت أب للحاضرين أو أخ لهم ، وكم من واقف عليه لسان حاله يقول : طوبى له ليتني كنت مكانه .
حُمِل الرجل ، وتولى أهل الخير إنهاء أوراقه ، ورأت عائلته أن يصلى عليه في الحرم حيث كانت متواجدة معه في مكة – على ما أظن - ، وبذلنا جهدنا أن نعرف متى الصلاة عليه ، وفي أي فرض ، صلينا عليه من الغد ، وذلك الموقف راسخ ٌ في البال ، لا يمحوه تعاقب الأيام والليالي . ومن ذلك الموقف – بعد توفيق الله تعالى لي - تغيرت حالي ، وأسأل الله – تعالى – لي ولكم الثبات على الحق حتى نلقاه .
ا.هـ .
* * *
انتهى حديث صاحبي تركي – أسأل الله تعالى لي وله ولكل موحد الثبات - .
ولكن أنت – أيها القارئ الكريم – كيف ستكون نهايتك ، وختام حياتك لو كنت مكان ذاك الأعجمي ؟! ، أستصدح بــ : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، أم سيُغلق عليك ، ولا تعرف منها شيئا ؟! ،
أيها القارئ الكريم : اعلم أن من شب ّ على شيء شاب عليه ، ومن شاب على شيء ٍ مات عليه ، وسكرات الموت ، كالملعقة لما في الصدور ، فمن كانت نفسه متعلقة بالله – تعالى - ، متبعة لأوامره ، منتهية عن نواهيه ، فذاك الفائز الرابح ، ومن كانت نفسه متعلقة بالدنيا ، مقدمة ً لها على الآخرة ، فذاك الخاسر النادم – ولات حين مندم -
| |
|
ريهام الإشراف \
آڵمُشـَآرڪٍآت : 6381 عدد النقـــاط : 14113 سمعة العضو : 6 تاريخ التسجيل : 25/10/2008
| موضوع: رد: وفاة ( باكستاني ) قرب الكعبة على مرأى من صاحبي تكون سببا في هدايته الأربعاء فبراير 04, 2009 10:07 pm | |
| | |
|
دودى دووووو ...::| عضو محترف |::...
آڵمُشـَآرڪٍآت : 1561 عدد النقـــاط : 7144 سمعة العضو : 21 تاريخ التسجيل : 13/01/2009
| موضوع: رد: وفاة ( باكستاني ) قرب الكعبة على مرأى من صاحبي تكون سببا في هدايته الأحد فبراير 08, 2009 12:33 pm | |
| فعلا الانسان من موقف ممكن يتغير :shock: | |
|
عاشق النساء ...::| عضو لامع |::...
آڵمُشـَآرڪٍآت : 1489 عدد النقـــاط : 7204 سمعة العضو : 5 تاريخ التسجيل : 28/10/2008
| موضوع: رد: وفاة ( باكستاني ) قرب الكعبة على مرأى من صاحبي تكون سببا في هدايته الخميس فبراير 12, 2009 9:17 am | |
| | |
|
رحال في زمن العجائب ...::| عضو لامع |::...
آڵمُشـَآرڪٍآت : 1014 عدد النقـــاط : 5836 سمعة العضو : 0 تاريخ التسجيل : 23/02/2009
| موضوع: رد: وفاة ( باكستاني ) قرب الكعبة على مرأى من صاحبي تكون سببا في هدايته الأحد مارس 01, 2009 12:12 pm | |
| موضوع رائع | |
|
رحال في زمن العجائب ...::| عضو لامع |::...
آڵمُشـَآرڪٍآت : 1014 عدد النقـــاط : 5836 سمعة العضو : 0 تاريخ التسجيل : 23/02/2009
| موضوع: رد: وفاة ( باكستاني ) قرب الكعبة على مرأى من صاحبي تكون سببا في هدايته الأحد مارس 01, 2009 12:26 pm | |
| | |
|
عايشة إدآرة ـآلمنتدى
آڵمُشـَآرڪٍآت : 3663 عدد النقـــاط : 9410 سمعة العضو : 24 تاريخ التسجيل : 11/09/2008
| موضوع: رد: وفاة ( باكستاني ) قرب الكعبة على مرأى من صاحبي تكون سببا في هدايته الخميس أغسطس 06, 2009 9:43 am | |
| | |
|