خليل غزة ...::| عضو محترف |::...
آڵمُشـَآرڪٍآت : 1793 عدد النقـــاط : 7928 سمعة العضو : 0 تاريخ التسجيل : 12/11/2008
| موضوع: قصتي في رثاء أبي الأربعاء نوفمبر 04, 2009 7:02 am | |
| قصتي في رثاء أبي
قال تعالى (( كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون)) صدق الله العظيم
ربما الكثير منكم لا يعرف عني الا القليل.. فهنا احببت ان احكي لكم قصة اليوم الاسود الذي عشته في حياتي واعتبره من اظلم الايام التي عشتها حتى الان.
إن المرض ابتلاء من الله عز وجل لعباده ليعلم من هم اشد عملا ومن الصابرون حقا,, فبه يغتسل المرء من مساوئه وأخطاءه ويعطى فرصه ليعلم أن الله قادر على كل شي وأنه عفو يحب العفو..
فقد أبتلى الله عز وجل المرحوم أبي بمرض خبيث عانى منه لسنوات طوال..
سنوات وسنوات ضننا أنه أصبح يتعافى من مرضه وبدأ يعود لنا سالما غانما لا يشكي مكروها ولكن الحقيقة كانت عكس المحال كان المرض قد بدأ يغزوا جسده الهزيل الذي بدأت تظهر عليه ملامح الشيخوخة رغم صغر سنه رحمه الله..
وفي يوم من الايام ,وكعادته رحمه الله كان يستعد لرحلة علاج إلى إحدى الدول البعيدة, كانت ككل الرحلات العلاجية السابقة التي ذهب لها رحمه الله , كنا في المطار أنا وإخوتي نودعه لرحلته, كان متربع على كرسي ذو عجلتين لأنه رحمه الله لم يكن قادرا على المشي من شدة المرض.
بدا النداء للمسافرين للتوجه لبوابة المغادرون وبدأ إخوتي بتوديعه وتقبيله, وكان رحمه الله يكتفي بالبكاء لأنه لم يكن يستطيع الكلام فقط كنا نرى دموعه ولم نكن نعلم ما معناها, بدأنا بالبكاء وتقدمت نحوه وقبلته على وجنتيه وطلبت منه السماح والبريان, كان يبكي فبكيت على حضنه, ذهب رحمه الله ولم نكن نعلم أنها كانت رحلة الوداع الأخيره.
____________________
في ليلة مقمرة من ليالي ذلك العام صحوت على اتصال تعجبت من وقته., كان الرقم طويلا للغاية لم اعلم من المتصل رفعت سماعة الهاتف وإذا بصوت باكي حزين لم استطع تمييزه لوهلة وبعدها حاولت استجماع قواي العقلية لتمييز الصوت وإذا به بصوت أمي..
أمي : فلان قم وصلي وادعي إن أباك في حالة حرجه..
فلان: أماه مالذي تقولينه مالذي حدث كنت قد حدثتكم قبل ساعات قليله وكان بألف خير..؟؟
أمي: ولكنه لم يعد, قم بابني إن أباك في غرفة الإنعاش قم وصلي وادعي له بالشفاء..
فلان بصوت باكي: يا رب الأرباب رد لي أبي سالما معافى انك أنت الشافي الكافي بيدك الخير وأنت على كل شي قدير.
وأغلقت السماعة وتوضيت وصليت ركعتين لله ودعيت ليرد أبي سالما معافى, بعدها حاولت العودة للسرير لكي أنام واصحوا من حلمي الذي أنا فيه.
في اليوم الثاني صحوت محاولا أن اتناسا مالذي حدث بالأمس. ألقيت نظره على هاتفي لعلي أرى اتصال أو رسالة من أمي تطمئنني عن حالة أبي, ولكني لم أجد. فتوقعت انه لازال في غرفة الإنعاش أو أن حالته استقرت والحمد لله.
خرجت من المنزل كعادتي برفقة أصدقائي وتوجهنا إلى بقاله قريبه من منزلنا, دخلنا المحل لشراء بعض المشروبات الغازية وإذا بي أتفاجأ باتصال غريب يقشعر بدني ويزيد من دقات قلبي, لم اعلم لما حدث لي ذلك ولكنه كان أخي.
أخي بصوت صارخ باكي: فلان
أنا: ماذا بك يا أخي ماذا حدث
أخي: فلان إن أبانا قد مات..
أغلقت المكالمة وأنا تائه حائر بالذي قد قيل لي...!!!
لم اعلم ماذا افعل حينها اصرخ ابكي أنوح مثل النساء لم اعلم هل أنا في حقيقة أم أنا في حلم... هل هذه هي الحقيقة إن أبي قد مات...!!!
جاء أصحابي إلي وسألوني مالذي حدث لك يا فلان فقلت لهم إن أبي قد مات..!! بعدها قادني رفيقي إلى السيارة وأخذني إلى البيت..
دخلت البيت وإذا بالصياح يعلوا المكان..إخوتي الصغار وحتى الخادمة الكل يبكي فراق أبي,, لم اعلم حينها ماذا افعل لممت إخوتي في حضني وحاولت أن أتمالك نفسي اخفي دموعي ولكن الموقف كان اكبر من ذلك فقررت أن أطلق لدموعي العنان وان ابكي فراقك يا ابي.
بعد وهلة جاء ابن عمي واصطحبنا إلى منزلهم حيث الجميع ينتظرنا للتعزية , وصلنا منزلهم وإذا بالجميع يستقبلنا بوجهه حزين باكي على ما الم بنا.
في اليوم التالي توجهنا للمطار لاستقبال أمي واستلام جثته رحمه الله.
كنا ننتظر خروج أمي من البوابة وفجاه إذا بصوت صراخ عالي يخترق سكون المكان وإذا بإمراة مغطاة بالكامل تخرج من بوابة الواصلين ويقودها شخص لم أركز في تفاصيله لان الموقف كان مرعبا للغاية وإذا بي أرى انه خالي والمرأة هي أمي..
ركضت نحوها ودموعي تسبقني إليها وصوت بكائها العالي يقشعر الأبدان حضنتني وقالت لي بصوت عالي باكي
..: فلان راح أبوكم...فلان أبوكم مات وخلانا..:
لم أتمالك نفسي حينها ولم اعلم ماذا حدث حينها ولكني أتذكر أننا قدنا أمي إلى السيارة وكانت جثة المرحوم قد وضعت في سيارة الإسعاف.
وصلنا الى منزلنا الذي كان قد اكتظ بالمعزيين, أدخلنا الجثمان من الخلف لكي نؤدي واجب الغسل للميت وتكفينه..
فتحنا التابوت وإذا بي أرى وجهه أبي رحمه الله للمرة الأولى بعد شهرين من رحيله, لم يكن هو الذي رايته أخر مره, فقد رأيت بياض شاسع ووجهه بشوش ضاحك ولم يكن بوجهه ذلك الإنسان المريض الذي هرم وعانى من جور مرضه الذي الم به فسبحان الله..
لا أزال اذكر جلسته على الكرسي وأمامه سجادته وبيده القران يتلوه ليل نهار, كان رحمه الله رجل في الخمسين من العمر غامق البشرة خفيف الشعر وابتسامته تعلوا محياه رغم قسوة المرض الذي الم به رحمه الله..
بدأنا بتغسيله وتكفينه ومن ثم أدخلناه إلى داخل المنزل كي نلقي عليه نظرة الوداع..
وضعناه على الأرض وجلسنا حوله انا وأمي وإخوتي ونحن نقبله ونبكي وندعو له بالجنة التي عرضها السماوات والأرض .
غطيناه رحمه الله ووضعناه في التابوت وأخذناه الى مثواه الأخير إلى ربه الذي خلقه أول مره, وصلنا الى المقبرة وحملنا المرحوم على الأكتاف وكان الجميع يتهافت لحمل الجثمان الى مثواه الأخير وكان الكل يبكي من هول الموقف..
كنت انظر الى قبره رحمه الله,, كان قبر صغير ضيق يكاد ان يتسع له فضللت أفكر في نفسي كيف يعقل للإنسان ان يعيش في بيوت وقصور طيلة حياته وينتهي به المطاف في قبر ضيق صغير حاله كحال أي إنسان على وجهه الأرض فعندها لن تنفعنا قصورنا ولا أموالنا من الله شي, عندها لن ينفعنا الا العمل الصالح الذي سيقربنا الى الله عز وجل والى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقيين..
أنزلناه رحمه الله الى مثواه الأخير الى مسكنه الأبدي وأوريناه التراب..
وقفنا على قبره وقراءنا عليه الفاتحة وبعض الادعيه وكانت تلك أخر مرة رايته فيها رحمه الله...
قال تعالى(( وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه واؤلئك هم المهتدون)) صدق الله العظيم
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات وأدخلهم عظيم الجنات..
اللهم ان أبي في ذمتك وحبل جوارك فقه فتنة القبر وعذاب النار, اللهم انه صبر على البلاء فلم يجزع فأمنحه درجة الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب, اللهم انه كان لك صائما فأدخله الجنة من باب الريان, اللهم انه كان لك مصليا فثبته على الصراط يوم تزل الأقدام, اللهم شفع فيه نبيينا ومصطفاك محمد صلى الله عليه وسلم واحشره تحت لواءه واسقه من يديه الشريفتين شربة هنيئة لا يضما بعدها أبدا انك سميع مجيب الدعاء..
مع تحياتي.. | |
|
خالد الجنجي ...::| عضو ذهبي |::...
آڵمُشـَآرڪٍآت : 696 عدد النقـــاط : 6670 سمعة العضو : 13 تاريخ التسجيل : 10/11/2008
| |
خليل غزة ...::| عضو محترف |::...
آڵمُشـَآرڪٍآت : 1793 عدد النقـــاط : 7928 سمعة العضو : 0 تاريخ التسجيل : 12/11/2008
| موضوع: رد: قصتي في رثاء أبي الجمعة نوفمبر 06, 2009 7:58 am | |
| اشكرك اخي خالد على مروورك وتشرفت فيك.. | |
|
عباس ابن فرناس ...::| عضو محترف |::...
آڵمُشـَآرڪٍآت : 4052 عدد النقـــاط : 9980 سمعة العضو : 1 تاريخ التسجيل : 24/08/2009
| موضوع: رد: قصتي في رثاء أبي الجمعة نوفمبر 06, 2009 2:37 pm | |
| | |
|
الطير الجريح ...::| عضو فضي |::...
آڵمُشـَآرڪٍآت : 236 عدد النقـــاط : 5505 سمعة العضو : 1 تاريخ التسجيل : 15/06/2010
| موضوع: رد: قصتي في رثاء أبي الثلاثاء يونيو 22, 2010 6:40 pm | |
| الله يرحمه ويغفرله وشكرا علي الموضوع | |
|