ريهام الإشراف \
آڵمُشـَآرڪٍآت : 6381 عدد النقـــاط : 14112 سمعة العضو : 6 تاريخ التسجيل : 25/10/2008
| موضوع: الحساب في ليلة الدخلة الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 8:31 am | |
| عندما سمعت عما يعانيه الشباب نتيجة غلاء المهور وتجبر اولياء الامور في امور الزواج الشكلية، أحببت أن اكتب هذه القصة الهادفة مع أنني لست بكاتبة ولكنني استعنت بفكرتها وطريقة سردها باحد الكتاب، أتمنى أن تنال اعجابكم وأن اكون قد وفقت في ايصال الهدف الحساب في ليلة الدخلة التقيت به صدفة في أحد شوارع القدس، وكان يبدو مهموماً شارد الذهن، إنه صديق قديم لي، وقد انقطعت أخباره عني بعد سفري للخارج لإكمال تعليمي. كان دائما يحدثني عن همومه الخاصة، وعن ضيق حالهم، وعن أحلامه الجميلة التي يرى من خلالها أنه أصبح إنساناً غنياً يمتلك سيارة حديثة، وزوجته حلوة تشاركه حياته، وكنت أمازحه وأقول له: أنت تملك أحلاماً اكبر منك يا عبود، تريد سيارة وزوجة، ألا يكفيك واحدة منهما؟! فكان يضحك بشكل بريء ويقول: حتى أحلامي تحسدني عليها أيها الصديق الحسود!! وعندما لمحته في الشارع، اقتربت منه دون أن يراني وجذبته من كتفه فالتفت نحوي غاضباً، ولكنه ما أن دار وجهه نحوي واستقرت عيناه في وجهي، حتى ابتسم بلهفة شديدة، وتعانقنا بعد ذلك وقال لي: "كدت أضربك، لأني قلت في نفسي من هذا الوقح الذي يجرؤ على الإمساك بي"!!!. ذهبنا إلى مقهى قريب، وجلسنا وطلبت من (الجرسون) أن يحضر لنا شيئا نشربه، كان أثناء جلوسه يبدو كمن أضاع شيئاً ويريد البحث عنه. سألته قائلاً: مالي أراك متوتر الأعصاب، شاحب الوجه هل أنت مريض؟ ابتسم وقال: لا لست مريضاً، ولكني تزوجت...!! ضحكت وقلت: وهل هكذا يبدو حال المتزوجين؟ وكيف تتزوج دون أن تدعوني أو تخبرني على الأقل؟! لقد بحثت عنك وقالوا بأنك مسافر في الخارج. مبروك، سأزورك لأحضر لك هدية الزواج. وأثناء حديثنا عن الزواج، خطر ببالي سؤال وكان غير متوقع بالنسبة لعبود وقلت: أنت تعلم يا صديقي بأنني شاب أعزب، وعلى وشك التفكير في الزواج، لذا سأطلب منك طلباً غريباً، فقال لي: قل ما طلبك بدون مقدمات؟ أريد أن تحدثني يا رفيقي عن أجمل لحظات حياتك، وصف لي القصة كاملة من لحظة إغلاق الباب عليك، وعلى عصفورتك وحتى بزوغ الفجر؟! ضحك عبود وقال: هل جننت... هذه أسرار خاصة، كيف تجرؤ على مثل هذا الطلب؟ أخرجت علبة سجائر، وأسعفته بسيجارة لكي أغريه وقلت: هل يوجد بيني وبينك أسرار وهل تبخل على صديق طفولتك وشبابك بمثل هذا الطلب البسيط، وهل تعلم يا بطل أن الفتيات حين يتزوجن يخبرن صديقاتهن غير المتزوجات بكل كبيرة وصغيرة دون حياء أو خجل...!! لماذا لا نفعل مثلهن نحن الشباب..!؟ نظر إلي ضاحكا وقال: آه منك يا شقي، كل هذه المقدمة كي تغريني وتجعلني أحدثك؟ على كل حال سأكلمك، ولكن بشرط أن يبقى هذا سر بيننا... طبعا يا عبود، سيبقى كلامك سر لا يعلمه إلا أنا وأنت. فرد عبود وقال: وزوجتي طبعاً. ضحكنا بصوت مرتفع، وفي هذه اللحظة أحضر الجرسون القهوة ووضعها أمامنا، وعندما شاهدنا نضحك، ما كان منه سوى أن يشاركنا الضحك هو الأخر.. وبدأ عبود حديثه قائلا: في تلك الليلة التي يسمونها "ليلة الدخلة" وعندما خرج من البيت جميع الأصدقاء المهنئين، بقي الأقرباء، أقربائي، وأقرباء عروستي فبقيت والدتها وجميع عماتها وخالاتها وبنات خالاتها وحفيدات عماتها، وجدتي وأخوات جدتي، فشعرت بضيق خانق وكذلك العروس، وما كان مني سوى أن أهمس في أذنها لكي تتصرف وتخرجهم من البيت لأنني لم أعد احتمل. خرج الجميع بدهاء العروسة وذكائها، ولم يبق أحد في البيت سوى أنا وهي، فأغلقت الباب، وخلعت أنا الجاكيت الذي كنت أرتديه، وبعد ذلك أحضرت دفتراً وآلة حاسبة. لماذا يا عبود الدفتر والآلة الحاسبة في مثل هذه الليلة؟؟ قال لي: إذا سألت سؤالاً آخر فلن أنطق بكلمة واحدة، فأنت عليك الصمت وأنا عليَّ الكلام، هل اتفقنا...!! هززت رأسي وقلت: موافق يا سيدي، هيا أكمل حديثك. وتابع عبود حديثه قائلاً: وعندما شاهدتني العروس على تلك الحالة، ممسكاً الدفتر بيد والآلة الحاسبة باليد الأخرى، دهشت وسألتني: ما الذي تفعله؟! فقلت لها: لا يا حبيبتي، لا تغضبي، إنني أريد أن أحسب الديون التي أرهقني بها والدك العزيز، وأريد كذلك أن أسجل أسماء الأشخاص الذين تداينت منهم مهرك، وسأحاول معرفة عدد السنين التي أستطيع تسديد الديون خلالها، وعندما ننتهي من ذلك يا عروستي الحلوة سنبدأ بلعبة التكاثر والتناسل...!!! وكانت العروس بنت حلال، فأقنعتها بدون تعب وعناء، وطلبت منها أن تساعدني في هذه العملية الحسابية المعقدة، أو أن تنتظر وتتسلى بالمكسرات التي حرصت والدتها على الإكثار منها. وبدأت يا عزيزي بأصعب عملية حسابية أشهدها في حياتي، ولا تنسى أنني ضعيف بالحساب، فأنت تذكر أيام المدرسة، عندما كان أستاذ الحساب يجلدني أمام الصف لأنني لا احفظ جدول الضرب. فبدأت بحساب الملابس، وأحصيت عدد الثياب التي أصرت حماتي على شرائها، وأحصيت ثمن الملابس الداخلية والأحذية والمناديل وما غير ذلك من خصائص النساء التي أجهل اسمها. وبعد الانتهاء من حساب الملابس ومشتقاتها، بدأت بحساب الحلويات والمكسرات على مختلف أنواعها، ثم بدأت بحساب أدوات التجميل وهي كثيرة جداً، وأخذت مني وقتاً طويلاً، وقد أخطأت أثناء عملية الجمع أكثر من مرة على الرغم من وجود الآلة الحاسبة، وكنت استعين بأصابعي بالإضافة إلى الآلة الحاسبة. وبعد ذلك بدأت بحساب أدوات المطبخ الحديثة، وحساب أجرة المواصلات وعدد الخراف التي ذُبحت، وعندما انتهيت من ذلك كله بدأت بحساب الذهب، وقد كانت عملية حسابه من أصعب العمليات وأعقدها فالتفت نحو "عروستي" عساها تساعدني في ذلك، ولكنني وجدتها نائمة إلى جانبي على حافة السرير. اقتربت منها ووضعت يدي على وجهها وفركت بأصابعي أنفها، ففزت من النوم مذعورة وبادرتني بالسؤال قائلة: كم الساعة الآن؟؟؟ نظرت إلى ساعتي، وكانت المفاجأة غير المتوقعة لي ولها... أن الساعة تشير إلى الخامسة صباحاً...!!! فما كان منها سوى أن لطمت خديها بكفيها وقالت: الليل انتهى ونحن لم...!! ماذا أقول لوالدتي في الصباح؟؟؟ ضحكت رغماً عني وقلت لها: بسيطة يا عزيزتي تقولين لها: أن العملية الحسابية لم تنته هذه الليلة، وغدا يا والدتي سنكمل حساب الذهب....
النهاية | |
|
Design-sasuke المراقب العام
آڵمُشـَآرڪٍآت : 1055 عدد النقـــاط : 6768 سمعة العضو : 1 تاريخ التسجيل : 01/06/2009
| موضوع: رد: الحساب في ليلة الدخلة الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 12:56 pm | |
| | |
|
رائد ...::| عضو مشاركـ |::...
آڵمُشـَآرڪٍآت : 994 عدد النقـــاط : 6944 سمعة العضو : 5 تاريخ التسجيل : 01/11/2008
| موضوع: رد: الحساب في ليلة الدخلة الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 1:01 pm | |
| | |
|
ريهام الإشراف \
آڵمُشـَآرڪٍآت : 6381 عدد النقـــاط : 14112 سمعة العضو : 6 تاريخ التسجيل : 25/10/2008
| موضوع: رد: الحساب في ليلة الدخلة الثلاثاء أكتوبر 27, 2009 7:37 pm | |
| شكرا على المرور اسعدني مرورك الطيب | |
|