ريهام الإشراف \
آڵمُشـَآرڪٍآت : 6381 عدد النقـــاط : 14120 سمعة العضو : 6 تاريخ التسجيل : 25/10/2008
| موضوع: الحلقة السابعة: جرب واقرأ علك تعتبر... الإثنين أكتوبر 19, 2009 12:16 pm | |
| مع الحلقات الأخيرة...أقدم لكم قصة هي ليست كأي قصه هي قصه حقيقيه أظن أن الكثير قد سمع بها لكن لا بأس إن قرئتموها فهي عبرة لمن يعتبر عبرة لمن قلبه عليه غشاوة وسحابة تحتاج للقليل لكي تزول...أتمنى ان اكون قد افدتكم واحتسب أجري عند الله تعالى عسى ان يتقبل منا ومنك صالح الأعمال. بدت أختي شاحبة الوجه,نحيلة الجسم...ولكنها كعادتها تقرأ القرآن الكريم...تبحث عنها..تجدها بمصلاها راكعة ساجدة رافعة يديها إلى السماء..هكذا في الصباح وفي المساء وفي جوف الليل لا تفتر ولا تمل...
كنت احرص على قراءة المجلات الفنية والكتب ذات الطابع القصصي...أشاهد التلفزيون بكثرة,ولا أؤدي واجباتي كاملة ولست منضبطة في صلواتي...
بعد أن أغلق جهاز التلفزيون وقد شاهدت أفلام متنوعة لمدة خمس ساعات متواصلة..ها هو الأذان يرتفع من المسجد المجاور...عدت إلى فراشي..تناديني أختي من مصلاها..نعم,ماذا تريدين يا نورة؟قالت لي بنبرة حادة:لا تنامي قبل أن تصلي الفجر...
أوه..بقي ساعة على صلاة الفجر,وما سمعتيه كان الأذان الأول...
بنبرتها الحنونة-هكذا هي حتى قبل أن يصيبها المرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش..نادتني..تعالي يا هناء بجانبي..لا استطيع أطلاقا رد طلبها..تشعر بصفائها وصدقها..ماذا تريدين..اجلسي..ها قد جلست ماذا لديك؟
بصوت عذب رخيم: -كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة) سكتت برهة ثم قالت سائلة..إلا تؤمنين يانك ستموتين؟..بلى مؤمنة...ألا تؤمنين بأنك سوف تحاسبين على كل صغيرة وكبيرة..بلى..ولك الله غفور رحيم...والعمر طويل..يا أختي آلا تخافين الموت بغتة فانظري فلانة اصغر منك وتوفيت في حادث سير وفلانة وفلانة..فالموت لا يعرف العمر..وليس مقياسا له..أجبتها بصوت خافت..إنني أخاف من الظلام وأخفتني ألان من الموت, كيف أنام الآن؟..
تفكرت في مرضها الخبث وان الأطباء اخبروا أبي سرا آن المرض ربما لن يمهلها طويلا...ولكن من اخبرها بذلك..أو أنها تتوقع هذا الشيء.
ما لك تفكرين؟جاءني صدقها القوي هذه المرة..هل تعتقدين آني أقول هذا لآني مريضة؟..كلا ربما أكون أطول عمرا من الأصحاء ...وأنتي إلى متى ستعيشين؟ربما عشرين سنة أربعين...ثم ماذا..لمعت يدها في الظلام وهزتها بقوة..لا فرق بيننا,كلنا سنرحل ونغادر هذه الدنيا,إما إلى الجنة وإما إلى النار..الم تسمعي قول الله تعالى (فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز)؟.
تصبحين على خير..هرولت مسرعة وصوتها يطرق أذني..هداك الله..لا تنسي الصلاة...
الثامنة صباحا..اسمع طرقا على الباب..هذا ليس موعد استيقاظي..بكاء..وأصوات..ماذا جرى..؟لقد تردت حالة نورة..وذهب بها أبي إلى المستشفى.
عند الواحدة ظهرا هاتفنا أبي من المستشفى..تستطيعون زيارتها ألان,أخبرتني أمي أن أبي غير مطمئن وان صوته تغير.
ركبنا السيارة على عجل وظهرت الطريق التي أعدت السير فيه طويلة جدا..والزحام قاتل..دخلنا من الباب الخارجي للمستشفى..هذا مريض يتأوهن وهذا مصاب بحادث سيارة..وثالث عيناه غائرتان..لا تدري هل هو من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة..منظر عجيب..صعدنا درجات السلم بسرعة...
قالت الممرضة:أنها في غرفة العناية المركزة..وساخذكم إليها..ثم واصلت..طمأنت أمي وإنها في تحسن.
منوع دخول لا أكثر من شخص واحد.بعد دقيقتين خرجت أمي التي لم تستطيع إخفاء دموعها..سمحوا لي بشرط إلا أتحدث معها كثيرا..
كيف حالك يا نورة..؟لقد كنت بخير مساء البارحة..ماذا جرى لك..أجابتني بعد أن ضغطت على يدي...الحمد لله بخير...كنت جالسة على حافة السرير ولامست ساقها..أبعدتها عنها مخافة مضايقتها,سقطت دمعة من عيني ,وخرجت واستمرت عيني بالبكاء..أصبح أبي خائفا علي أكثر من نورة.
مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين ساد صمت غرب بيتنا..دخلت على ابنة خالتي..ابنة عمتي..أحداث سريعة..كثر العائدون...واختلطت الأصوات..شيء واحد عرفته..نورة ماتت..لم اعد أميز ماذا قالوا ومن جاء.
يا الله..ابن أنا..وماذا يجري...عجزت حتى عن البكاء...فيما بعد اخبروني أن أبي اخذ بيدي لوداع أختي الوداع الأخير ...واني قبلتها..لم اعد أتذكر إلا شيئا واحدا,قولها لي(والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق)
وتذكرت من قاسمني رحم أمي فنحن توأمين..تذكرت من نفست عني كربتي..من دعت لي بالهداية..من ذرفت دموعها ليالي طويلة وهي تحدثني عن الموت والحساب.
هذه أول ليلة لها في قبرها..اللهم ارحمها ونور لها قبرها...هذا هو مصحفها...وهذه سجادتها...وهذا...وهذا...
تذكرت وبكيت على أيامي الضائعة...بكيت بكاءا متواصلا..ودعوت الله أن يرحمني ويتوب علي ويعفو عني..دعوت الله أن يثبتها في قبرها كما كانت تحب أن تدعو..فجأة سالت نفسي ماذا لو كنت أنا الميتة؟ماذا كان مصيري..؟لم ابحث عن الإجابة من الخوف الذي أصابني...بكيت بحرقة.
الله اكبر...الله اكبر...هذا هو آذان الفجر قد ارتفع يدعوني إلى الصلاة..إلى آمر الله...إلى الفلاح...أحسست بطمأنينة وراحة وأنا اردد ما يقوله المؤذن...لفلفت ردائي وقمت واقفة بين يدي الله أصلي صلاة الفجر...صليت صلاة مودع كما صلتها أختي من قبل,وكانت آخر صلاة لها..
فإذا أصبحت لا انتظر المساء..وإذا أمسيت لا انتظر الصباح..
| |
|
عباس ابن فرناس ...::| عضو محترف |::...
آڵمُشـَآرڪٍآت : 4052 عدد النقـــاط : 9988 سمعة العضو : 1 تاريخ التسجيل : 24/08/2009
| موضوع: رد: الحلقة السابعة: جرب واقرأ علك تعتبر... الإثنين أكتوبر 19, 2009 3:51 pm | |
| تسلم ايدك ننتظر كل جديد منك موضوع رائع | |
|
ريهام الإشراف \
آڵمُشـَآرڪٍآت : 6381 عدد النقـــاط : 14120 سمعة العضو : 6 تاريخ التسجيل : 25/10/2008
| |