القوانين العامه لعلبة الدردشه

هي رحلةٌ للوراء نعود بها مع المهندس زهدي أبو جامع من رهط، إلى الأيام التي كان فيها طفلاً ثم تدرّج في دراسته حتى معهد الهندسة التطبيقية 'التخنيون' في حيفا.. نتحدّث فيها كذلك عن هندسة المساحة والتطور الذي مرت به.. وعن أمورٍ أخرى من خلال هذا اللقاء الذي أجريناه معه في بيته، الذي خصص فيه مكتباً للأعمال الهندسية والتخطيط المساحي، والذي ابتدأه بالتعريف عن نفسه فقال:

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أنا زهدي محمد أبو جامع من سكان مدينة رهط، من مواليد العام 1966م. ولدتُ في مدينة الرملة حيث كان جدّي يعيش هناك كما كان الحال مع كثيرٍ من أهالي النقب الذين كانوا يتنقّلون من مكانٍ إلى آخر طلباً للعيش وبحثاً عن المراعي الخصبة، فقد كان جدّي يملك المواشي ويعتاش منها. إنتقلت العائلة من الرملة إلى منطقة تل الملح، وبعد فترة قصيرة انتقلنا للعيش في شقيب السلام بالقرب من المنطقة التي كانت تسكن فيها عائلة الحمامدة. في هذه المنطقة تعلمتُ الصف الأول والثاني في مدرسة هي أشبه بالكتّاب وكانت بعيدةً عن منطقتنا، كنا نسير على الأقدام أكثر من 2 كيلومتر، وكانت هذه المدرسة عبارة عن غرفة من الزينك يجتمع فيها الأطفال يتعلّمون القرآن الكريم واللغة العربية والحساب وكان يعلّمنا هناك الشيخ إبراهيم أبو قويدر. بعدها قرّر والدي أن يعلّمنا في مدرسة 'الأعسم' التي أقامتها الحكومة الإسرائيلية، وكنا نضطر للسير على الأقدام من منطقتنا إلى الشارع الرئيس الذي يربط بئر السبع وديمونا ومن ثم نستقل سيّارة (تندر بيجو) تحمل عدداً كبيراً من الطلاب. كانت الظروف صعبة جداً، وكانت المدرسة أيضاً غير مجهزة بمستلزمات الحياة كما هو الحال اليوم، ومع ذلك كنا نجدّ ونجتهد في التحصيل العلمي. تعلمتُ هناك إلى الصف السادس، وفي العام 1977م وبعد أن انتقلت العائلة إلى مدينة رهط تابعتُ التعليم في مدرسة الهزيل، وهنا أيضاً كنّا نسير مسافة طويلة للوصول إلى المدرسة لأننا سكنّا في الحارة 33 وهي حارة بعيدة عن المدرسة. تعلمتُ فيها إلى الصف الثاني عشر وأنهيت التعليم الثانوي بشهادة (بجروت) في التخصص الأدبي.

* ماذا عملتَ بعد تخرّجك من الثانوية؟
بعد التخرّج من الثانوية خرجتُ للعمل في تل أبيب حيث عملتُ هناك حارساً في الليل، وفي النهار عملت في أعمال متفرقة وكان ذلك لمدة عام تقريباً، ثم عملتُ لمدة عام أميناً لمكتبة المدرسة الثانوية في مدينة رهط، وخلال هذا العام تسجلتُ لسنة تحضيرية في معهد التخنيون في مدينة حيفا وكان ذلك في العام 1985م، وبعد ذلك دخلتُ كلية الهندسة المدنيّة هناك.

* لماذا اخترتَ دراسة هذا الموضوع؟
إخترتُ موضوع الهندسة لأسباب عديدة من أهمها أنني كنت أحب موضوع الرياضيات منذ الصغر وكنت أحلم أن أكون مهندساً عندما أكبر، والسبب الآخر هو قلة عدد المهندسين في منطقة النقب، ووجود مهندس في هذه المنطقة يسدّ حاجة الناس في هذا الجانب الهام في حياتنا.

* كيف كانت حياتك الجامعية وأنت بعيد عن الأهل والأصدقاء؟ وكيف كان الجو الدراسي هناك؟
بدايةً أحبّ أن أؤكد أن الدراسة في التخنيون ربما تكون من أصعب الدراسات العليا في البلاد لأن البرنامج التعليمي هنا هو من البرامج المكثفة جداً، وعلى الطالب أن يبذل جهوداً مضاعفة. كان الأمر بالنسبة لي شخصياً صعباً في البداية، خاصّةً وأنني كنتُ ملزماً بتدبير أموري اليومية من أكلٍ وشرب ونوم ومصروفات التعليم، وكنتُ مضطراً للعمل لكي أوفر النقود التي تساعدني في حياتي اليومية، كنت أشارك في فعاليات (بيرح) وعملت أيضاً في مطعم المعهد، ومن ناحية السكن كنت أسكن في مساكن الطلبة التي يوفّرها المعهد للطلاب.
أما بشأن الجو الدراسي، ورغم الضغط الذي يشعر به الطالب، إلا أنه كان ممتعاً جداً، خاصة وأنني كنت أسكن في نفس الغرفة مع بعض الطلاب العرب من الناصرة وعرب الشبلي، فلم نشعر بالملل.

* حسب رأيك، ومن خلال هذه التجربة التي خضتها في مجال الهندسة، من هو الطالب الذي سيصبح مهندساً.. وبماذا تنصحه؟
أقول وبكل محبة لطلابنا الصغار والكبار إنه من أجل الوصول إلى التعليم الجامعي، وخاصة غير المجالات الهندسية، لا بد أن يكون الطالب مُجدّاً ومجتهداً في كل المواضيع مع التركيز على المواضيع العلمية وخاصةً الرياضيات والفيزياء، وأن يملك العقل والصبر على القراءة المتواصلة والجادّة، وما أنصح به في هذا المجال جميع الطلاب الذين يرغبون في التعليم الجامعي أن يحددوا الهدف وأن يعملوا بجدٍّ ونشاط لتحقيقه، خاصة وأننا مجتمع بحاجة ماسة للكوادر العلمية في مختلف المجالات.

* ماذا عملتَ بعد تخرجك من معهد 'التخنيون'؟
في العام الذي تخرجت فيه من معهد التخنيون بشهادة (B.sc) في الهندسة المدنية كانت هناك حالة من الركود الاقتصادي، ولم تكن هناك مجالات كبيرة للعمل في الهندسة، فقررتُ دراسة موضوع هندسة المساحة وتعلمت سنة إضافية وحصلت على شهادة (B.sc) في هندسة المساحة.

في العام 1990 بدأتُ العمل في شركات بناء في مدينة بئر السبع لمدة سنتين، ثم في شركة للتخطيط والمساحة في نفس المدينة، وفي العام 1994م أصبحتُ مستقلاً من الناحية المهنية وافتتحتُ مكتباً للهندسة أديره حالياً ويعمل معي فيه مهندسان اثنان.

* ما هي أهم المشاريع الهندسية التي نفّذتَها؟
أهم مشروع نفذته هو مشروع الإشراف الهندسي والمساحي على بناء محطة قطار اللد، وقد استغرق العمل فيه لمدة عام ونصف تقريباً وهناك الكثير من المشاريع والتخطيطات الهندسية التي قمتُ بعملها.

* ما هو التطور الذي حصل في مجال الهندسة؟
الحقيقة أن الهندسة كغيرها استفادت من التطور التقني؛ فقد كنا في السابق نرسم التخطيطات الهندسية بالقلم والورقة، أما اليوم فإننا نستعمل الحاسوب في الرسم الهندسي، وهناك العديد من البرامج الهندسية التي تساعد المهندس في رسم التخطيط الهندسي، وهو ما يوفر علينا الوقت والجهد، ويكون العمل من خلاله أدقّ وأفضل.
كذلك كنّا في السابق نعتمد على القياسات بالمتر في هندسة المساحة، أما اليوم فصرنا نعتمد على جهاز (GPS)، وهو جهازٌ مرتبط بالقمر الصناعي والعمل فيه أدق كثيراً من العمل في الماضي.

* هل لديك مشاريع مستقبلية تخطط لتنفيذها؟
لكل إنسان رغبةٌ وطموحات ومشاريع ضخمة يرغب بتحقيقها، لكنني في الحقيقة لا أجد الوقت الكافي لمثل هذه المشاريع، فالالتزامات العائلية وضغط العمل يحدّان من ذلك.
منقول للامانة

أجرى اللقاء: أحمد محمد خليل

شكرااااااااااااااااااااااا

المهندس زهدي أبو جامع.. من القياس بالمتر في هندسة المساحة إلى جهاز GPS المرتبط بالقمر الصناعي!

القوانين العامه لعلبة الدردشه

قوانين منتدى الحب الحقيقي عالم الاشهار